شاعر من طراز جديد
المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 11/01/2011
| موضوع: أم كلثوم بنت عقبة.. الإثنين فبراير 21, 2011 10:19 pm | |
| هاجرت إلى الله فأبطل فيها عهد الحديبية لهنّ – خاص عندما خشيت تلك الفتاة القرشية على دينها من الفتنة قررت أن تترك أهلها وقومها المشركين وتغامر بالهجرة وحدها عبر الصحراء والرمال إلى المدينة لتلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وبقية المسلمين. هي أم كلثوم بنت عقبة أخت عثمان بن عفان – رضي الله عنه – لأمه، التي خرجت رغم المخاطرة من مكة، وفي الطريق يسر الله لها قافلة لرجل مؤمن من خزاعة قام بحراستها، حتى وصلت إلى المدينة لتجد في انتظارها مفاجأة غير سارة، فقد انطلق أخواها الوليد وعمارة خلفها ليرداها عن الإسلام أو يقتلاها. وكان أهلها عندما علموا أنها هاجرت إلى المدينة، قالوا: لا ضير، بيننا وبين محمد عهد وصلح، وليس أحد من الناس بأوفى من محمد، نذهب إليه، ونسأله أن يفي لنا بعهدنا.. وصل الشقيقان إلى المدينة وتقدما إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليقولا له "أوف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه"، وكان صلح الحديبية يقتضي أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه, وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين. فوقفت أم كلثوم بجرأة لتقول: " يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت ، أفتردني إلى الكفار يفتنونني في ديني ولا صبر لي" فأنزل الله تعالى فيها وفي النساء مثلها سورة الممتحنة، ونزل فيها قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ) . فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهن محلفا: (الله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام ! ما خرجتن لزوج ولا مال ؟). فإذا قلن ذلك، لم يرجعهن إلى الكفار. فقالت أم كلثوم "باللَّه ما خرجت من بغض زوج، وباللَّه ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وباللَّه ما خرجت التماس دنيا، وباللَّه ما خرجت إلا حبا للَّه ورسوله".وعندها التفت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الوليد وعمارة قائلا:" قد أبطل الله العهد في النساء ". أزواجها من الصحابة عاشت أم كلثوم في المدينة وتزوجت من أربعة من أعظم الصحابة، فتزوجت زيد بن حارثة الذي قتل يوم مؤتة ، وبعد استشهاده تزوجت من الزبير بن العوام، وولدت زينب ثم طلقها، فتزوجت مرةً أخرى من أغنى الصحابة عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميداً وإسماعيل، وعندما توفي عنها، تزوجها عمرو بن العاص، وقد توفيت بعد شهر من زواجه. روت أم كلثوم عن النبي (صلى الله عليه وسلم) عشرة أحاديث في مسند بقي بن مخلد، ولها أيضاً في "الصحيحين" حديث واحد. وهو حديث حالات الكذب ، وسنده ومتنه التالي : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا (رواه البخاري). وعنها رضي الله عنها ، " ولم أسمعه – أي رسول الله صلى الله عليه وسلم – يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها" رواه أحمد ومسلم. عن عبد الله بن أبي أحمر قال: قالت أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط: أنزل فيّ آيات من القرآن، كنت أول من هاجر في الهدنة حين صالح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قريشاً على أنه من جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغير إذن وليه رده إليه، ومن جاء قريشاً ممن مع رسول الله ( ص ) لم يردوه إليه، قالت: فلما قدمت المدينة قدم عليّ أخي الوليد بن عقبة، قالت: ففسخ الله العقد الذي بينه وبين المشركين في شأني، فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن " إلى قوله: ( ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجوره). قالت: ثم أنكحني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زيد بن حارثة، وكان أول من نكحني فقلت: يا رسول الله، زوجت بنت عمك مولاك؟ فأنزل الله: [ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ] قالت: فسلمت لقضاء رسول الله. ثم قتل عني فأرسل إلى الزبير بن العوام أبي بن خالد فاحبسني على نفسه. فقلت نعم، فأنزل الله: [ ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله]. قالت: ثم حللت فتزوجت الزبير، وكان ضراباً للنساء، فوقع بيني وبينه بعض ما يقع بين المرء وزوجه فضربني وخرج عني وأنا حامل في سبعة أشهر، فقلت: اللهم فرق بيني وبينه، ففارقني فضربني المخاض فولدت زينب بنت الزبير، فرجع وقد حللت فتزوجت عبد الرحمن بن عوف، فولدت عنده إبراهيم ومحمداً وحميداً بني عبد الرحمن بن عوف. وعن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه: أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تحت الزبير بن العوام، وكانت له كارهة، وكان شديداً على النساء، فكانت تسأله الطلاق فيأبى، فضربها المخاض وهو لا يعلم، فألحت عليه يوماً وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة، ثم خرج إلى الصلاة فوضعت، فأتبعه إنسان من أهله وقال: إنها وضعت، قال: خدعتني خدعها الله، فأتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فذكر ذلك له، فقال: سبق فيها كتاب الله، أخطبها قال: لا، لا ترجع إلي ذكر اللعان. تركت أم كلثوم للأمة الإسلامية أروع مثال للمرأة المدافعة والمحبة لدينها والتي لا تخاف في الله لومة لائم في قول الحق، ما جعلها من بين نساء الإسلام الرائدات التي كتب عنها المؤرخون. | |
|
بائعة الورد
المساهمات : 648 تاريخ التسجيل : 14/06/2010
| موضوع: رد: أم كلثوم بنت عقبة.. الخميس مارس 17, 2011 12:04 pm | |
| | |
|